وسام شغري
عندما يجتمع قلمان.. أحدهما يرسم وآخر يكتب.. تصلنا بالتأكيد تحفة فنية قل نظيرها، وسنقرأ أدباً متفرداً لا يوجد له شبيه تخلص في مجموعة شيطان أخرس.
رواد العوام الكاتب والدكتور ممدوح حمادة رسام كاريكاتير استطاعا عبر شيطان أخرس المجموعة الصادرة عن دار دريم بوك؛ الغوص في تفاصيل مؤلمة عاشتها فئة لا تعرف سوى الخذلان والضياع؛ بسبب سيطرة فئة حاكمة بصورة ديكتاتورية ظالمة.
صور العوام أرضا متخيلة لأشخاص متخيلين، قاصداً من خلال أرض الملح تلك أن يبين تقديس حكامها الشعارات الرنانة، وتسمية الشخصيات بأسماء موحية ومضحكة في آن، لينبئنا بأنها أسماء متخيلة بينما في الحقيقة التي تجلت بين السطور هو يشير إلى أنها واقعية.
عناوين القصص التي اختارها العوام لم تكن عبثاً، بل كانت توحي بعبقرية نقدية تلازم هذا الكاتب، فقد استطاع إيصال فكرته، بداية من العنوان إلى الدخول بالقصة ونهاية بخاتمتها.
أسلوب رواد العوام غير نمطي، متجدد قادر على أن يبعث داخلك شغفاً لمواصلة القراءة.. حيث يشعرك أنك تقرأ اللوحة مع الصورة في كل متمازج بطريقة فنية، حتى غدا النص لوحة متكاملة.. ابتداءً من العنوان وانتهاء بالرسوم التي أبدعتها ريشة الدكتور حمادة.
الطرافة في هكذا نوع من القصص تغنيها؛ لأن العوام ارتأى بالأسلوب التهكمي الرمزي خياراً مفضلاً، وقد وفق بذلك لأنه استطاع أن يجلب القارئ إلى ضفته..
هذا الأسلوب أقرب ما يكون إلى السهل الممتنع، صياغة متمكنة بأسلوب رصين وبعد فلسفي، لكنه خال من التكلف والتنظير، والإطناب، وفي النهاية تجد نفسك أمام قصص تحكي واقعنا كسوريين خلال أربعين سنة بائدة، وكأنه يضع يده على الوجع فنصرخ ضاحكين.
يذكر أن المجموعة تشارك بمعرض الشارقة للكتاب إضافة إلى مجموعة أخرى لكتاب سوريين.



لا تعليق