أ. وسام شغري
رواية “سفاح غودا” للكاتب السعودي حمود الشريف تمزج ببراعة بين الخيال والواقع بأسلوب أدبي بسيط وشيق. في عمله هذا، يستنهض الشريف مخيلته ليقدم قصة عميقة وحساسة تدور حول مركز طبي يقوده رجل يتمتع بإنسانية عالية، لكنه يُقتل على يد زميله الطامع، الذي يسعى للسيطرة على المركز.
يستعرض الشريف بأسلوبه الخاص كيف يمكن للذكاء أن يتحول إلى نقمة عندما يتخلى المرء عن إنسانيته، حيث يتحول العالِم إلى قاتل بلا رحمة، وينشر فيروسًا خطيرًا بين الناس، يؤدي إلى خلل يفقدون معه حياتهم، ولا تسلم من الوباء حتى الحيوانات كقطط وكلاب الشوارع.
كما يشير الكاتب إلى القسوة التي وصل إليها هذا القاتل، الذي لم يتردد في قتل زوجته السابقة عندما اكتشف نواياها في فضح أسراره للمحقق الذي بدأ يشك به.
بأسلوب بوليسي مشوق يمزج بين الواقع والخيال، وينجح الشريف في جذب القارئ ليصبح محققًا في أحداث الرواية، ويثير فضوله لمعرفة مصير القاتل، مستخدمًا أسلوبًا يثير التفكير والتوتر.
وقد نجح الكاتب أيضًا في تقديم صور غير تقليدية، مثل نبش القبور من قبل شخصية علمية، حيث يجعلنا نرى هذه الأفعال من خلال عدسات مختلفة: عين المحقق، وعين القارئ، وعين القاتل نفسه.
الرواية تنتهي نهاية غير متوقعة، حين يقتل الطبيب القاتل نفسه بالفيروس الذي نشره، لتعكس بذلك الصراع بين العقل واللاوعي.
أسلوب الشريف يتميز بالبساطة والجاذبية، ويحفز القارئ للاستمرار بشغف في متابعة الأحداث، مع استخدامه المتقن للرموز مثل الموت والقبور والفيروس، التي تعمق التأمل والتفكير.
“سفاح غودا” هي الرواية الثانية للكاتب صدرت عن دار السياق، ويثبت من خلالها الشريف مكانته كواحد من الأصوات الأدبية السعودية.
لا تعليق